بِسم اللّٰه الرّحمٰن الرٌحيم، الحمد للّٰه ربّ العالمين، و الصّـلاة والسّـلام علی سيّدنا محمّد ﷺ ما دار الأزمان، وعلی آله وصحبهٖ آجمعين. ««أمّا بعـد»»
فَـدروس مبادئ علم النحو وأهمية دراسته
مبادئ علم النحو.
۞ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞
أما مبادئ علم النحو :
فقد جمعها الصبان في أبيات شعرية وهي قوله :
💫 إن مبادئ كل فن عشرة
💫 الحد والموضوع ثم الثمرة
💫 نسبة وفضله والواضع
💫 والاسم الاستمداد حكم الشارع
💫 مسائل والبعض بالبعض اكتفى
💫 ومن درى الجميع حاز الشرفا
هذه هي المبادئ العشرة التي ينبغي لطالب العلم أن يتعلمها إذا أراد أن يدرس أي علم دراسة تأصيلية .
🔹أما المبدأ الأول فهو :《 حد علم النحو 》أي تعريفه.
أَلنحو في اللغة له عدة معانٍ. الأول : (( الشبه والمثل )) يقال : زيد نحو عمرو« أي شبهه ومثله »
ويطلق معنی النحو على (( المقدار والكمية ))
تقول مثلا : اشتريت نحو كيلو عسل «أي مقدار كيلو عسل» ويطلق معنی النحو أيضـا على : (( الجهة ))
تقول مثلا : سافرت نحو مكة «أي جهة مكة » وقـد عرّف النُّحاة معنی النّحو إصـطلاحـا بقولهم :
هو العلم بالقواعد الّتي يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية في حال ترتيبها إعرابا وبناءً. ومن هذا التعريف يتضح ويتبين بأنّه المبدأ الثاني، وهـو:
🔹أمّا المـبـدأ الثّــانی فـهـو《 موضوع علم النحو 》
وهـی كلمات العربية من حيث اختلاف الأحوال الداخلة عليها في حال تترتيبها «أي علم النحو يهتمّ بأواخر الكلمات العربية في حال ترتيبها في جمل مفيدة » بخلاف علم الصّرف، فإنّ علم الصرف موضوعه ببنـآء الكلمة ، يهتم ( ببنية الكلمة ). ولعلم النّحو يهتم بتغييـر أواخـر الگلمـات
🔹أما المبدأ الثالث فهو 《 الثمرة المرجوة والفائدة من تعلم علم النحو 》
لماذا نتعلم علم النحو من الثمرات المرجوة من تعلم علم النحو؟
فا لجـواب، لأوامـر اللّٰه ورسـوله علی فهم القرآن الكريم والحديث النبوي فهما صحيحا. والذي درس النّحو يستطيع أن يميز بين الفاعل والمفعول. بخلاف الذي لا يعرف الفرق بين الفاعل والمفعول وغير ذلك من مسائل النحو.
كذلك من الثمرات والفوائد المرجوة من تعلم علم النحو إدراك إعجاز القرآن الكريم ، والوقوف على أسراره. وكذلك من الثمرات :
🔹۱. صيانة اللسان عن خطأ النطق «لا تتكلم كلمة خطأ»
🔹۲. واليد عن خطأ الكتابة «ولا تكتب كلمة خطأ»
🔹۳. والعقل عن خطأ الفهم «ولا تفهم كلمة خطأ»
🔹٤. والجوارح عن خطأ العمل «ولا تعمل عملا خطأ» وذٰلك، إن تعلمت علم النحو
🔹 أما المبدأ الرابع فهو《 نسبة علم النحو 》أي علم النحو ينسب إلى العلوم العربية، كعلم البلاغة، وعلم العروض، والأدب، ونحو ذلك
🔹 أما المبدأ الخامس فهو 《 فضل علم النحو 》 أي علم النحو فضله عظيم.
لماذا ؟
لأن به يميز الكلام الصحيح من سقيمـه ، وهو أداة أساسية لفهم كلام اللّٰه سبحانه وتعالى وكلام رسولهﷺ
🔹 أما المبدأ السادس فهو《 واضع علم النحو 》 أي علم النحو وضعـه (( أبو الأسود الدُّؤَلي )) رحمه الله.
والسّبب في ذلك :
أن أبا الأسود دخل على ابنته يوما، فقالت له : يا أبت، ما أشدُّ حرّا ؟
فظنها تسأل وتقول : أيّ زمان الحر أشد؟ فأجابها قائلا : شهر صفر. فقالت : يا أبت ، إنما أخبرتك ولم أسألك.
يعني هي تريد أن تتـعجب ولا تسأل. وكان الأولى لها أن تقول : ( ما أشدَّ الحر ) هذا أسلوب تعجب.
أما قولها : ( ما أشدُّ الحر ؟ ) فهذا أسلوب استفهام. فذهب أبو الأسود إلى أمير المؤمنين ( عليّ بن أبي طالب ) «گـرّم اللّٰه تعالى وجهـه» فقال له : يا أمير المؤمنين ، ذهبت لغة العرب لما خالطـت العجم وأوشك إن تطاول عليها زمان أن تضمحل ( أي تندثر )،فقال له : وما ذاك؟ فأخبره خبر ابنته ( أخطأت في النّحو ) فأمره علي «گـرّم اللّٰه وجهـه» أن يضع علم النّحو ، وأملى عليه الكلام كله لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى. ثم رسم أصول علم النّحو كلها ، فنقلهاالنحويون وفرّعوها .
ومن هذه القصة يتضح أن السّبب في وضع علم النّحو هو الخوف من ضياع اللغة العربية ، وصيانة من عدم فهم كلام ربّنا عزّ وجلّ ، وكلام نبيّـنا رسول اللّٰه ﷺ.
🔹 أما المبدأ السّابع فهو《 اسم علم النحو 》 وهـو علم الإعراب، وقواعد الإعراب.
🔹 أما المبدأ الثامن فهو《 استمداد علم النحو 》أي علم النحو يستمـد قواعده من ثلاثة مصادر :
● الأول : القرآن الكريم .
● الثاني : السنة النبوية .
● الثالث : فصيح كلام العرب .
🔹 أما المبدأ التاسع فهو《حكم تعلم وتعليم علم النحو 》
قال العلماء :
تعلم وتعليم علم النّحو (فرض كفاية) إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين.
🔹 أما المبدأ العاشر فهو《 مسائل علم النحو 》 أي ومن المسائل التي يبحث فيها علم النحو :
● رفع الفاعل والمبتدأ والخبر .
● ونصب المفعول والحال والظرف .
● وجر المضاف إليه وما بعد حروف الجر .
● وجزم الفعل المضارع إلى غير ذلك من مسائل علم النّحو التي سنتناولها إن شاء الله تعالى في هذه الدورة المباركة
«ألأمـرفی تعلم علـم النّحو»
أما أهمية دراسة علم النحو فتظهر في أقوال السلف رحمهم الله تعالى
فها هو أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه يأمرنا قائلا :
[ تعلموا النحو كما تعَلّمون السنن والفرائض ] وكان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما يضرب ولده على اللحن( أي خطأ النحو ). وقال مجاهد رحمه الله :
لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب. وقال الخليل رحمه الله: لحن أيوب السختياني فقال : "أسـتغفر الله".
« هذا يدلّ على أن السّلف كان ليسـتکبر الخطأ في النحو ». وقال الشافعي رحمه الله : من تبحر في النحو اهتدى إلى جميع العلوم . وقال ابن الصلاح رحمه الله :
حق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومَعَرَّتِهِما . وقال ابن خلدون رحمه الله : علم النحو هو العلم الأهمُ المقدمُ من علوم اللغة ، إذ به تتبين أصول المقاصد بالدلالة ، فيعرف الفعل من المفعول والمبتدأ من الخبر ، ولولاه لجُهِلَ أصلُ الإفادة .
ألمقـالة الإیضـاح فی تجمـیل جمل تلك الگلم بالعـدد التّحصـیر. وقال:
▫️ الأولى :
ينسب علم النحو إلى العلوم العربية
▫️ الثانية :
واضع أصول علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي
▫️ الثالثة :
حكم تعلم علم النحو وتعليمه فرض عين
▫️ الرابعة :
علم النحو هو العلم بالقواعد التي يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها إعرابا وبناءً
««واللّٰه أعـلم»»
وصلّی اللّٰه علی سيّدنا محمّد ﷺ وعلی آله وصحبهٖ آجمعين والحمد للّٰه ربّ العالمين ««آمين»»